لعباده و إن کان ربما أجراها علي يدي من يشاء من عباده و قال إبن عباس: «كُلًّا مِن سَعَتِهِ» يعني من رزقه و هذه الجملة بها قال مجاهد و جميع المفسرين.
وَ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ لَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَ إِيّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللّهَ وَ إِن تَكفُرُوا فَإِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ كانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيداً (131) وَ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلاً (132) إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَ يَأتِ بِآخَرِينَ وَ كانَ اللّهُ عَلي ذلِكَ قَدِيراً (133) مَن كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنيا فَعِندَ اللّهِ ثَوابُ الدُّنيا وَ الآخِرَةِ وَ كانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً (134)
اربع آيات.
لما ذكر اللّه تعالي قوله: و أن يتفرقا يغن اللّه كلًا من سعته بين في هذه الآية بان له ملك ما في السموات و ما في الإرض، لا يتعذر عليه إغناء کل واحد من الزوجين عند التفرق، و إيناسه من وحشته ثم رجع إلي توبيخ من سعي في أمر بني أبيرق و تعنيفهم، و وعيد من فعل فعل المرتد منهم، فقال: و لقد وصينا أهل التوراة و الإنجيل و هم الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أي و أمرناكم أيضاً أيها الخلق «أَنِ اتَّقُوا اللّهَ» و التقدير بان اتقوا اللّه و احذروا أن تعصوه، و تخالفوا أمره و نهيه «وَ إِن تَكفُرُوا» يعني تجحدوا وصيته إياكم أيها المؤمنون، فتخالفوها، «فَإِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ» يعني له ملك ما فيهما، فلا يستحضر بخلافكم وصيته و لا ان تكونوا أمثال اليهود و النصاري، بل تضرون أنفسكم بما يحل بكم من عقابه، و غضبه «وَ كانَ اللّهُ غَنِيًّا» لم يزل، غير محتاج إلي خلقه و إن الخلق