نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 314
علي ما يصيبكم منهم بما هم مكذبون به فأولي و أحري أن تصبروا علي حربهم و قتالهم منهم علي قتالكم و حربكم. و هو قول قتادة، و السدي، و مجاهد، و الربيع، و إبن زيد، و إبن عباس، و إبن جريج.
النزول:
و قال إبن عباس، و عكرمة: الآية نزلت في أهل أحد لما أصاب المسلمين ما أصابهم و صعد النبي (ص) الجبل و جاء أبو سفيان و قال يا محمّد (ص) يوم لنا و يوم لكم، فقال رسول اللّه (ص) أجيبوه، فقال المسلمون لا سواء لا سواء قتلانا في الجنة و قتلاكم في النار، فقال أبو سفيان عزي لنا و لا عزي لكم، فقال النبي (ص) قولوا: اللّه مولانا و لا مولي لكم. قال أبو سفيان اعل هبل، فقال النبي (ص) قولوا له: اللّه أعلي و أجل، فقال أبو سفيان موعدنا و موعدكم بدر الصغري
، و نام المسلمون و بهم الكلوم و فيهم نزلت «إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد ...»
الآية. و فيهم نزلت «إِن تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإِنَّهُم يَألَمُونَ كَما تَألَمُونَ» لأن اللّه تعالي أمرهم علي ما بهم من الجراح ان يتبعوهم و أراد بذلك إرهاب المشركين فخرجوا إلي بعض الطريق و بلغ المشركين ذلک فاسرعوا حتي دخلوا مكة.
المعني و اللغة:
و قال بعضهم معني «وَ تَرجُونَ مِنَ اللّهِ ما لا يَرجُونَ» أي تخافون من جهته ما لا يخافون کما قال: «قُل لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرجُونَ أَيّامَ اللّهِ»[1] بمعني لا يخافون. و قال قوم لا يعرف في كلام العرب الرجاء بمعني الخوف إلا إذا کان في الكلام جحد سابق کما قال: «ما لَكُم لا تَرجُونَ لِلّهِ وَقاراً»[2] بمعني لا تخافون للّه عظيمة. و قال الشاعر: