نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 31
الاعراب و المعني:
قوله: (فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ) معناه فبرحمة، و ما زائدة بإجماع المفسرين ذهب إليه قتادة، و الزجاج، و الفراء و جميع أهل التأويل. و مثله قوله: «عَمّا قَلِيلٍ لَيُصبِحُنَّ نادِمِينَ» فجاءت (ما) مؤكدة للكلام و سبيل دخولها لحسن النظم، كدخولها لا تزان الشعر، و کل ذلک تأكيد ليتمكن المعني في النفس، فجري مجري التكرير. قال الحسن بن علي المغربي عندي أن معني (ما) أي و تقديره فبأي رحمة من اللّه، و هذا ضعيف. و رحمة مجرورة بالباء، و لو رفعت کان جائزاً علي تقدير فيما هو رحمة. و المعني ان لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين، لأنك تأتيهم بالحجج و البراهين مع لين خلق.
اللغة، و المعني:
و قوله: (وَ لَو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضُّوا مِن حَولِكَ) فالفظ الجافي، و الغليظ القلب القاسي، يقال فيه فظظت تفظ فظاظة، فأنت فظ، و هو علي وزن فعل إلا أنه ادغم كضب. و أصل الفظاظة الجفوة. و منه الفظاظة. و منه الفظاظ:
خشونة الكلام. و الافتظاظ: شرب ماء الكرش لجفائه علي الطباع.
و قوله: (فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ) انما جمع بين الصفتين مع اتفاقهما في المعني، لازالة التوهم أن الفظاظة في الكلام دون ما ينطوي عليه القلب من الحال، و هو وجه من وجوه التأكيد إذ يکون لازالة الغلط في التأويل، و لتمكين المعني في النفس بالتكرير، و ما يقوم مقامه.
و قوله: (وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ) أمر من اللّه تعالي لنبيه أن يشاور أصحابه يقال شاورت الرجل مشاورة و شواراً و ما يکون عن ذلک اسمه المشورة. و بعضهم يقول المشورة. و فلان حسن الشورة، و الصورة أي حسن الهيئة و اللباس و إنه لشير صير، و حسن الشارة، و الشوار: متاع البيت. و معني شاورت فلاناً أي
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 31