أحدهما- أن في أول الآية فضل اللّه المجاهدين علي القاعدين أولي الضرر درجة و في آخرها فضلهم علي القاعدين غير أولي الضرر درجات و لا تناقض في ذلک، لأن قوله: «وَ كُلًّا وَعَدَ اللّهُ الحُسني» يدل علي أن القاعدين لم يكونوا عاصين مستخفين، و ان كانوا تاركين للفضل.
و الثاني- قال أبو علي الجبائي: أراد بالدرجة الأولي علو المنزلة و ارتفاع القدر علي وجه المدح لهم کما يقال: فلان أعلي درجة عند الخليفة من فلان يريدون بذلك أنه أعظم منزلة. و بالثانية أراد الدرجات في الجنة الّتي تتفاضل بها المؤمنون بعضهم علي بعض علي قدر استحقاقهم، و لا تنافي بينهما. و قال الحسين بن علي المغربي انما كرر لفظ التفضيل، لأن الاول أراد تفضيلهم في الدنيا علي القاعدين و الثاني أراد تفضيلهم في الآخرة بدرجات النعيم.
قوله تعالي: [سورة النساء (4): الآيات 97 الي 99]