responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 301

و الأول‌ أقوي‌. و يحتمل‌ النصب‌ ‌علي‌ الحال‌ كقولك‌: جاء زيد ‌غير‌ مريب‌. فان‌ ‌قيل‌:

أ يجوز ‌أن‌ يساوي‌ أهل‌ الضرر المجاهدين‌ ‌علي‌ وجه‌، فان‌ قلتم‌: ‌لا‌، فقد صاروا مثل‌ ‌من‌ ليس‌ ‌من‌ أولي‌ الضرر! قلنا: يجوز ‌أن‌ يساووهم‌ بأن‌ يفعلوا طاعات‌ أخر تقوم‌ مقام‌ الجهاد، فيكون‌ ثوابهم‌ ‌عليهم‌ مثل‌ ثواب‌ الجهاد. و ليس‌ كذلك‌ ‌من‌ ليس‌ بأولي‌ الضرر، لأنه‌ قعد ‌عن‌ الجهاد، بلا عذر. و ظاهر ‌الآية‌ يمنع‌ ‌من‌ مساواته‌ ‌علي‌ وجه‌.

و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ ‌لا‌ يستوي‌ القاعدون‌ ‌من‌ المؤمنين‌ ‌عن‌ بدر، و الخارجين‌ ‌الي‌ بدر ‌ثم‌ ‌قال‌: (فَضَّل‌َ اللّه‌ُ المُجاهِدِين‌َ بِأَموالِهِم‌ وَ أَنفُسِهِم‌ عَلَي‌ القاعِدِين‌َ دَرَجَةً) ‌قال‌ ‌إبن‌ جريج‌ و غيره‌ معناه‌ فضل‌ اللّه‌ المجاهدين‌ بأموالهم‌ و أنفسهم‌ درجة ‌علي‌ القاعدين‌ ‌من‌ أهل‌ الضرر ‌ثم‌ ‌قال‌: «وَ كُلًّا وَعَدَ اللّه‌ُ الحُسني‌» يعني‌ وعد اللّه‌ الحسني‌ المجاهدين‌ بأموالهم‌ و أنفسهم‌ و القاعدين‌ أولي‌ الضرر. و المراد بالحسني‌ هاهنا الجنة ‌في‌ قول‌ قتادة و غيره‌ ‌من‌ المفسرين‌. و ‌به‌ ‌قال‌ السدي‌. و ‌قوله‌: «وَ فَضَّل‌َ اللّه‌ُ المُجاهِدِين‌َ عَلَي‌ القاعِدِين‌َ أَجراً عَظِيماً» معناه‌ فضل‌ اللّه‌ المجاهدين‌ بأموالهم‌ و أنفسهم‌ ‌علي‌ القاعدين‌ ‌من‌ ‌غير‌ أولي‌ الضرر أجراً عظيماً. و ‌قوله‌: «دَرَجات‌ٍ مِنه‌ُ وَ مَغفِرَةً وَ رَحمَةً وَ كان‌َ اللّه‌ُ غَفُوراً رَحِيماً» ‌قال‌ قتادة ‌هو‌ ‌کما‌ يقال‌: الإسلام‌ درجة، و الفقه‌ درجة، و الهجرة درجة، و الجهاد ‌في‌ الهجرة درجة، و القتل‌ ‌في‌ الجهاد درجة. و ‌قال‌ ‌عبد‌ اللّه‌ ‌بن‌ زيد: معني‌ الدرجات‌ ‌هي‌ التسع‌ درجات‌ ‌الّتي‌ درجها ‌في‌ ‌سورة‌ براءة. و ‌هي‌ ‌قوله‌: «ما كان‌َ لِأَهل‌ِ المَدِينَةِ وَ مَن‌ حَولَهُم‌ مِن‌َ الأَعراب‌ِ أَن‌ يَتَخَلَّفُوا عَن‌ رَسُول‌ِ اللّه‌ِ وَ لا يَرغَبُوا بِأَنفُسِهِم‌ عَن‌ نَفسِه‌ِ ذلِك‌َ بِأَنَّهُم‌ لا يُصِيبُهُم‌ ظَمَأٌ وَ لا نَصَب‌ٌ وَ لا مَخمَصَةٌ فِي‌ سَبِيل‌ِ اللّه‌ِ وَ لا يَطَؤُن‌َ مَوطِئاً يَغِيظُ الكُفّارَ وَ لا يَنالُون‌َ مِن‌ عَدُوٍّ نَيلًا» ‌إلي‌ ‌قوله‌: «لِيَجزِيَهُم‌ُ اللّه‌ُ أَحسَن‌َ ما كانُوا يَعمَلُون‌َ»[1] ‌قال‌: ‌هذه‌ التسع‌ درجات‌. و ‌قال‌ قوم‌: المراد بالدرجات‌ هاهنا الجنة. و اختاره‌ الطبري‌. (وَ مَغفِرَةً وَ رَحمَةً وَ كان‌َ اللّه‌ُ غَفُوراً رَحِيماً) معناه‌ ‌لم‌ يزل‌ اللّه‌ غفاراً للذنوب‌ صافحاً لعبيده‌ ‌عن‌ العقوبة. رحيماً بهم‌ متفضلا ‌عليهم‌. فان‌


[1]: آية 120، 121.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست