نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 297
- آية-
القراءة، و الحجة:
قرأ أهل المدينة، و إبن عباس، و خلف (السلم) بغير الف. الباقون بالف.
و قرأ أهل الكوفة إلا عاصما فتثبتوا (بالثاء) من الثبوت في الموضعين هاهنا و في الحجرات الباقون (فتبينوا) من التبين. و قرئ من طريق النهرواني ليست. مؤمنا- بفتح الميم الثانية- الباقون بكسرها و به قرأ أبو جعفر محمّد بن علي (ع) علي ما حكاه البلخي. فمن قرأ بالثاء من الثبوت. فإنما أراد التثبت ألذي هو خلاف العجلة.
و من قرأ بالياء و النون، أراد من التبيين ألذي هو النظر، و الكشف عنه حتي يصح.
و المعنيان متقاربان، لأن المثبت متبين، و المتبين مثبت. و من قرأ (السلم) بلا الف أراد الاستسلام. و منه قوله: «وَ أَلقَوا إِلَي اللّهِ يَومَئِذٍ السَّلَمَ»[1] أي استسلموا.
و قوله: «وَ رَجُلًا سَلَماً» أي مستسلماً. و روي أبان عن عاصم بكسر السين. و المعني خلاف الحرب. و من قرأ بالف ذهب إلي التحية. و يحتمل أن يکون المراد لا تقولوا لمن اعتزلكم و كف عن قتالكم: لست مؤمناً. قال أبو الحسن: يقولون: انما فلان سلام إذا کان لا يخالط أحداً.
المعني:
خاطب اللّه تعالي بهذه الآية المؤمنين الّذين إذا ضربوا في الإرض بمعني ساروا فيها للجهاد و أن يتأنوا في قتال من لا يعلمون كفره، و لا إيمانه، و عن قتل من يظهر الايمان و ان ظن به الكفر باطناً. و لا يعجلوا حتي يبين لهم أمرهم فإنهم ان بادروا ربما أقدموا علي قتل مؤمن. و لا يقتلوا من استسلم لهم، و كف عن قتالهم، و اظهر انه اسلم. و ألا يقولوا لمن هذه صورته: لست مؤمنا، فيقتلوه طلب عرض