و ذي ضغن كففت النفس عنه و كنت علي مساءته مقيتا[1]
فهذه لغة قريش. و قال كثير:
و ما ذاك عنها عن نوال اناله و لا انني منها مقيت علي ود
أي مقتدر فأما قول اليهودي:
ألي الفضل أم علي إذا حو سبت اني علي الحساب مقيت[2]
قيل: و معناه موقوف. أي کما ان من يحتاج إلي القوت موقوف علي سد خلته. و يحتمل معني مقيت أي مقتدر علي الحساب بتوجيهه إلي انه لي أو علي بحسب عملي. و قال إبن كثير: المقيت الواصب و هو القائم علي کل شيء بالتدبير.
و أقوي الوجوه معني المقتدر بدلالة البيت ألذي للزبير بن عبد المطلب.
قوله تعالي:
وَ إِذا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحسَنَ مِنها أَو رُدُّوها إِنَّ اللّهَ كانَ عَلي كُلِّ شَيءٍ حَسِيباً (86)
- آية بلا خلاف-.
هذا خطاب من اللّه تعالي لجميع المكلفين، يأمرهم إذا دعي لهم انسان بطول الحياة، و البقاء و السلامة، ان يحيوهم بأحسن من ذلک أو يردوا عليهم مثله. قال النحويون. أحسن هاهنا صفة لا ينصرف، لأنه علي وزن افعل و هو صفة لا تنصرف و المعني حيوا بتحية أحسن منها. و التحية: مفعلة من حييت. و معناها هاهنا السلام قال السدي: و إبن جريج و عطاء، و ابراهيم: إنه إذا سلّم عليك واحد من المسلمين، فسلم عليه بأحسن، مما سلّم عليك. أو رد عليه مثل ما قال. و ذلک إذا قال السلام عليك، فقل أنت و عليك السلام و رحمة اللّه أو تقول کما قال لك. و قال قتادة، و إبن عباس، و وهب: فحيوا بأحسن منها أهل الإسلام، أو ردوها علي أهل الكفر