كلهم عدول عنده، لأن من ليس بعدل لا يدخل الجنة. و اللّه تعالي وعد من يطيعه و يطيع رسوله بأنه يحشره مع هؤلاء. فينبغي أن يكونوا غير الموعود لهم.
و إلا يصير تقديره إنهم مع نفوسهم.
و الصالح: من استقامت نفسه بحسن عمله. و المصلح المقوم لعمل يحسنه.
و يقال: اللّه يصلح في تدبير عباده. بمعني أنه يحسن تدبير عباده. و لا يوصف بانه صالح.
و قوله: «وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» نصب علي التمييز. و لذلك لا يجمع. و هو في موضع رفقاء. و قيل إنه لم يجمع، لأن المعني، حسن کل واحد منهم رفيقاً کما قال: «يُخرِجُكُم طِفلًا»[1] و قال الشاعر:
نصبن الهوي ثم ارتمين قلوبنا بأسهم أعداء و هن صديق[2]
و من قال: «رفيقاً» نصب علي التمييز، قال: لأنه قد سمع حسن أولئك من رفقاء، و كرم زيد من رجل. و قال قوم: هو نصب علي الحال، فانه قد تدخل (من) في مثله. فإذا سقطت (من) فالحال هو الاختيار، لأنه من أسماء الصفات كأسماء الأجناس. و يکون التوحيد لما دخله من معني حسن کل واحد منهم مرافقاً.
و نظيره: للّه درهم فارساً، أي حال الفروسية.
و الرفيق: مشتق من الرفق في العمل. و هو الارتفاق فيه. و منه الترفق في