قوله: «و الّذين» عطف علي «الّذين» في الآية الأولي. و اعرابه يحتمل ما قلناه في الآية الأولي سواء. و قال الزجاج و غيره: المعني بهذه الآية المنافقون.
و قال مجاهد: المعني بها اليهود، و الأول أقوي و أظهر، لأن الرياء ضرب من النفاق و واو العطف يقوي ذلک، لأنه لو أراد الموصوفين في الآية الأولي لقال:
«الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم رِئاءَ النّاسِ»، مع أنه قد ورد عطف الصفات بالواو لموصوف واحد علي ما بيناه فيما مضي، غير أن الأجود ما قلناه.
المعني و اللغة:
فذم اللّه تعالي بهذه الآية من ينفق ماله رئاء النّاس دون أن ينفقه لوجهه و طلب رضاه، و لا يؤمن باللّه أي لا يصدق به، «وَ لا بِاليَومِ الآخِرِ» ألذي فيه الثواب و العقاب. ثم قال: «وَ مَن يَكُنِ الشَّيطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً» معناه من قبل من الشيطان، و أطاعه فيما يدعوه إليه فبئس القرين قرينه. و القرين أصله
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 3 صفحه : 197