الثاني- قال قتادة، و الضحاك: انه الضيف، و قال أصحابنا: يدخل فيه الفريقان. «وَ ما مَلَكَت أَيمانُكُم» يعني المماليك من العبيد و الإماء، أمر اللّه بالإحسان إلي هؤلاء أجمع. و قوله. «إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ مُختالًا» فالمختال الصلف التياه، و الاختيال هو التطاول، و إنما ذكره اللّه هاهنا و ذمه، لأنه أراد بذلك من يختال فيأنف من قراباته و جيرانه إذا كانوا فقراء، لكبره و تطاوله، فأما الاختيال في الحرب فممدوح، لأن في ذلک تطاولا علي العدو و استخفافاً به.
و أصل المختال من التخيل، و هو التصور، فالمختال لأنه يتخيل بحاله مرح البطر، و منه الخيل، لأنها تختال في مشيها، أي تتبختر، و الخيال، لأنه يتخيل به صاحبه، و الأخيل الشقراق، لأنه يتخيل في لونه الخضرة من غير خلوصها، و الخول الحشم، و خلته راكباً خيلاناً أي تخيلته، و الخال المختال، و الخال أخ الأم، (و الفخور) هو ألذي يعدد مناقبه كبراً و تطاولا، و أما ألذي يعددها اعترافا بالنعم فيها فهو شكور غير فخور. و روي عن المفضل عن عاصم أنه قرأ: