«مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ» و ما العامل فيه! قيل فيه قولان:
أحدهما- يتصل ب (موالي) علي جهة الصفة، و العامل الاستقرار، كأنه قال:
موالي مما خلف الوالدان و الأقربون، و الّذين عاقدت أيمانكم من الورثة.
الثاني- يتصل بمحذوف، و التقدير: موالي يعطون مما ترك الوالدان و الأقربون، و الّذين عاقدت أيمانكم من الميراث. و قال أبو علي الجبائي تقديره:
و لكل شيء مما ترك الوالدان و الأقربون وارث من الميراث. قال الرماني: و هذا لا يجوز، لأنه فصل بين الصفة و الموصوف بما عمل في الموصوف، نحو: لكل رجل- جعلت درهما- فقير.
و النصيب ألذي أمر به للحليف قيل فيه قولان:
أحدهما- قال إبن عباس، و الحسن و سعيد بن جبير، و قتادة، و عامر، و الضحاك: انه نصيب علي ما كانوا يتوارثون بالحلف في الجاهلية، ثم نسخ ذلک بقوله: «وَ أُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولي بِبَعضٍ».
الثاني- في رواية أخري عن إبن عباس، و مجاهد، و عطاء، و السدي: انه النصيب من النصرة و النصيحة دون الموارثة، فعلي هذا الآية غير منسوخة.