و الثالث- أن لكل فريق من الرجال و النساء نصيباً مما اكتسب من نعيم الدنيا، بالتجارات و الزراعات و غير ذلک من أنواع المكاسب، فينبغي أن يقنع و يرضي بما قسم له. و روي عن إبن عباس أنه قال: ذلک في الميراث، للرجال نصيب منه، و للنساء نصيب منه.
و الأجوبة الأولي أقرب، لأن الميراث ليس، مما يكتسبه الرجال و النساء، و إنما هو شيء، يورثهم اللّه تعالي، و الآية تضمنت أن لهم نصيباً مما اكتسبوا، و ذلک لا يليق إلا بما تقدم.
و قوله: «وَ سئَلُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ» معناه: إن احتجتم إلي ما لغيركم، فاسألوا اللّه أن يعطيكم مثل ذلک من فضله، بشرط أن لا يکون فيه مفسدة لكم و لا لغيركم، لأن المسألة لا تحسن إلا كذلك، و قال سعيد بن جبير: و اسألوا اللّه العبادة، و به قال السدي، و مجاهد.