ذكر إبن إسحاق أنه لما نال المسلمين ما نالهم يوم أحد بمخالفة الرماة أمر نبيهم (ص)، و کان من ظهور المشركين عليهم ما کان عرفهم اللّه عز و جل الحال في ذلک ثم وعدهم بالنصر لهم، و الخذلان، لأعدائهم بالرعب. و ذكر السدي: أن أبا سفيان و أصحابه هموا بالرجوع بعد أحد لاستئصال المسلمين عند أنفسهم، فالقي اللّه الرعب في قلوبهم حتي انقلبوا خائبين عقوبة علي شركهم «بِاللّهِ ما لَم يُنَزِّل بِهِ سُلطاناً» يعني برهاناً.
اللغة، و الحجة:
فالسلطان معناه ها هنا الحجة، و البرهان. و أصله القوة، فسلطان الملك قوته. و السلطان: البرهان لقوته علي دفع الباطل. و السلطان: التوكيل علي المطالبة بالحق، لأنه تقوية عليه، و التسليط علي الشيء: التقوية عليه مع الإغراء به.