responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 148

بها الاشارة إليها. فان‌ ‌قيل‌: فلم‌ ‌لم‌ تقبل‌ التوبة ‌في‌ الآخرة! ‌قيل‌: لرفع‌ التكليف‌، و حصول‌ الالجاج‌ ‌إلي‌ فعل‌ الحسن‌ دون‌ القبيح‌، و الملجأ ‌لا‌ يستحق‌ بفعله‌ ثواباً و ‌لا‌ عقابا، لأنه‌ يجري‌ مجري‌ الاضطرار. و حكي‌ الرماني‌ ‌عن‌ قوم‌ أنهم‌ قالوا بتكليف‌ أهل‌ الآخرة، و ‌ان‌ التوبة إنما ‌لم‌ يجب‌ قبولها، لأن‌ صاحبها هناك‌ ‌في‌ مثل‌ حال‌ المتعوذ بها، ‌لا‌ المخلص‌ ‌فيها‌ و ‌هذا‌ خطأ، لأن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ يعلم‌ أسرارهم‌ ‌کما‌ يعلم‌ إعلانهم‌. و ‌قوله‌: «أُولئِك‌َ أَعتَدنا لَهُم‌ عَذاباً أَلِيماً» معناه‌ أعددنا، و ‌قال‌ قوم‌:

التاء بدل‌ ‌من‌ الدال‌، و ‌قال‌ آخرون‌ ‌هو‌ أفعلنا ‌من‌ العتاد، و معناه‌ أعددنا، و عتاد الرجل‌: عدته‌، و ‌هو‌ الأصل‌. و الشي‌ء العتيد ‌هو‌ المعد، و العتيدة: طلبة معدة للطيب‌، و معني‌ إعداد العذاب‌ ‌لهم‌، إنما ‌هو‌ بخلق‌ النار ‌الّتي‌ ‌هي‌ مصيرهم‌. و الأليم‌ بمعني‌ المؤلم‌. و ليس‌ ‌في‌ ‌الآية‌ ‌ما يمنع‌ ‌من‌ جواز العفو ‌عن‌ مرتكبي‌ الكبائر بلا توبة، لأن‌ ‌قوله‌: (أولئك‌) يحتمل‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ راجعاً ‌إلي‌ الكفار لأنه‌ جري‌ ذكر الكفار و ‌هم‌ أقرب‌ ‌إلي‌ أولئك‌ ‌من‌ ذكر الفساق‌، و يحتمل‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ التقدير: أعتدنا ‌لهم‌ عذاباً، ‌إن‌ ‌لم‌ نشأ العفو عنهم‌، و تكون‌ الفائدة ‌فيه‌ إعلامهم‌ ‌ما يستحقونه‌ ‌من‌ العذاب‌، و ألا يأمنوا ‌أن‌ يفعل‌ بهم‌ ‌ذلک‌، و ‌إن‌ ‌کان‌ ‌تعالي‌ يعلم‌ هل‌ يعفو ‌أو‌ ‌لا‌ يعفو.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النساء (4): آية 19]

يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا لا يَحِل‌ُّ لَكُم‌ أَن‌ تَرِثُوا النِّساءَ كَرهاً وَ لا تَعضُلُوهُن‌َّ لِتَذهَبُوا بِبَعض‌ِ ما آتَيتُمُوهُن‌َّ إِلاّ أَن‌ يَأتِين‌َ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَ عاشِرُوهُن‌َّ بِالمَعرُوف‌ِ فَإِن‌ كَرِهتُمُوهُن‌َّ فَعَسي‌ أَن‌ تَكرَهُوا شَيئاً وَ يَجعَل‌َ اللّه‌ُ فِيه‌ِ خَيراً كَثِيراً (19)

آية بلا خلاف‌-‌.

القراءة و اللغة:

قرأ (بفاحشة مبينة) بفتح‌ الياء، ‌إبن‌ كثير، و ‌أبو‌ بكر، ‌عن‌ عاصم‌.

الباقون‌ بالكسر، و ‌هو‌ الأقوي‌، لأنه‌ ‌لا‌ يقصد ‌إلي‌ إظهارها. و قرأ حمزة و الكسائي‌

نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست