responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 116

و ‌في‌ ‌الآية‌ دلالة ‌علي‌ جواز الحجر ‌علي‌ اليتيم‌ ‌إذا‌ بلغ‌، و ‌لم‌ يؤنس‌ ‌منه‌ الرشد، لأن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ منع‌ ‌من‌ دفع‌ المال‌ ‌إلي‌ السفهاء، و ‌قد‌ بينا ‌أن‌ المراد ‌به‌ أموالهم‌ ‌علي‌ بعض‌ الأحوال‌.

و ‌في‌ ‌الآية‌ دلالة ‌علي‌ وجوب‌ الوصية، ‌إذا‌ ‌کان‌ الورثة سفهاء، لأن‌ ترك‌ الوصية بمنزلة إعطاء المال‌ ‌في‌ حال‌ الحياة ‌إلي‌ ‌من‌ ‌هو‌ سفيه‌، و إنما سمي‌ الناقص‌ العقل‌ سفيهاً[1]، و ‌إن‌ ‌لم‌ يكن‌ عاصياً، لأن‌ السفه‌ ‌هو‌ خفة الحلم‌، و لذلك‌ سمي‌ الفاسق‌ سفيهاً، لأنه‌ ‌لا‌ وزن‌ ‌له‌ عند أهل‌ الدين‌[2]، و العلم‌ فثقل‌ الوزن‌ و خفته‌، ككبر القدر و صغره‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ النساء (4): آية 6]

وَ ابتَلُوا اليَتامي‌ حَتّي‌ إِذا بَلَغُوا النِّكاح‌َ فَإِن‌ آنَستُم‌ مِنهُم‌ رُشداً فَادفَعُوا إِلَيهِم‌ أَموالَهُم‌ وَ لا تَأكُلُوها إِسرافاً وَ بِداراً أَن‌ يَكبَرُوا وَ مَن‌ كان‌َ غَنِيًّا فَليَستَعفِف‌ وَ مَن‌ كان‌َ فَقِيراً فَليَأكُل‌ بِالمَعرُوف‌ِ فَإِذا دَفَعتُم‌ إِلَيهِم‌ أَموالَهُم‌ فَأَشهِدُوا عَلَيهِم‌ وَ كَفي‌ بِاللّه‌ِ حَسِيباً (6)

‌-‌ آية بلا خلاف‌-‌.

المعني‌:

‌هذا‌ خطاب‌ لأولياء اليتامي‌، أمر اللّه‌ ‌تعالي‌ بأن‌ يختبروا عقول‌ اليتامي‌ ‌في‌ أفهامهم‌، و صلاحهم‌ ‌في‌ أديانهم‌، و إصلاحهم‌ أموالهم‌. و ‌هو‌ قول‌ قتادة، و الحسن‌، و السدي‌، و مجاهد، و ‌إبن‌ عباس‌، و ‌إبن‌ زيد. و ‌قد‌ بينا ‌أن‌ الابتلاء معناه‌ الاختبار فيما مضي‌. و ‌قوله‌: «حَتّي‌ إِذا بَلَغُوا النِّكاح‌َ» معناه‌: ‌حتي‌ يبلغوا الحد ‌ألذي‌ يقدرون‌ ‌علي‌ مجامعة النساء و ينزل‌، و ليس‌ المراد الاحتلام‌، لأن‌ ‌في‌ ‌النّاس‌ ‌من‌


[1] (سفيهاً) ساقطة ‌من‌ المطبوعة.
[2] عند (أهل‌ الدين‌) ساقطة ‌من‌ المطبوعة.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 3  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست