لا يمنعنّك من بغا ء الخير تعقاد التمائم[1]
إن الأشائم كالأيا من و الأيامن كالأشائم[2]
و البغاء: طلب الزنا. و إنما اقتضي ذكر المغفرة هاهنا أحد أمرين:
أحدهما- النهي عما كانوا عليه من تحريم ما لم يحرمه اللّه من السائبة، و الوصيلة، و الحام، فوعد اللّه بالمغفرة عند التوبة، و الانابة الي طاعة اللّه فيما أباحه أو حظره.
الثاني- إذا کان يغفر المعصية، فهو لا يؤاخذ بها، جعل فيه الرخصة، و لا يجوز أن يقع في موضع غير (إلا) لأنها بمعني النفي هاهنا، و لذلك عطف عليها ب (لا) لأنها في موضع (لا). فأما (إلا) فمعناها في الأصل الاختصاص لبعض من کل، و ليس هاهنا کل يصلح أن يحض منه. «غير باغ» منصوب علي الحال و تقديره لا باغياً، و لا عادياً. و القدر المباح من الميتة عند الضرورة ما يمسك الرمق فقط- عندنا- و فيه خلاف ذكرناه في خلاف الفقهاء.
إِنَّ الَّذِينَ يَكتُمُونَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الكِتابِ وَ يَشتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم إِلاَّ النّارَ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ (174)
آية بلا خلاف.
المعني بهذه الآية أهل الكتاب بإجماع المفسرين إلا أنها متوجهة- علي قول كثير منهم- الي جماعة قليلة منهم، و هم علماؤهم الّذين يجوز علي مثلهم كتمان ما علموه، فأما الجمع الكثير منهم الّذين لا يجوز علي مثلهم ذلک لاختلاف[3] دواعيهم، فلا