و معناه لا يدافع غيري، و غير من هو مثلي، و هو قول الزجاج، و الفراء، و الرماني، و الطبري، و أكثر أهل التأويل. و إنما كانت لاثبات الشيء، و نفي ما سواه، من قبل أنها لما كانت (إن) للتأكيد، ثم ضم إليها (ما) للتأكيد ايضاً، أكدت (إن) من جهة التحقيق للشيء، و أكدت (ما) من جهة نفي ما عداه، فكأنك إذا قلت: إني بشر، فالمعني أنا بشر علي الحقيقة، فإذا قلت: إنما أنا بشر، فقد ضممت إلي هذا القول ما أنا إلا بشر.
و تقدير قوله تعالي: «إِنَّما حَرَّمَ عَلَيكُمُ المَيتَةَ» ما حرم عليكم إلا الميتة. و لو كانت (ما) بمعني ألذي، لكتبت مفصولة[2]، و مثله قوله تعالي:
[1] قائله الفرزدق، تلخيص المفتاح أو مختصر المعاني للتفتازاني (باب القصر) و هو:
أنا الذائد الحامي الديار و انما || يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي [2] في المطبوعة (مفعوله).
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 83