نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 77
و الاتباع: طلب الاتفاق في المقال أو الفعال. أما في المقال، فإذا دعا الي شيء استجيب له. و أما في الفعال، فإذا فعل شيئاً، فعلت مثله.
و العقل مجموعة علوم بها يتمكن من الاستدلال بالشاهد علي الغائب. و قال قوم: هو قوة في النفس يمكن بها ذلک. و الاهتداء الاصابة لطريق الحق بالعلم.
التشبيه في هذه الآية يحتمل ثلاثة أوجه من التأويل:
أحدها- و هو أحسنها و أقربها الي الفهم، و أكثرها في باب الفائدة- ما قاله أكثر المفسرين كابن عباس، و الحسن، و مجاهد، و قتادة، و الربيع، و اختاره الزجاج، و الفراء، و الطبري، و الجبائي، و الرماني.
و هو المروي عن أبي جعفر (ع) إن مثل الّذين كفروا في دعائك إياهم، «كَمَثَلِ الَّذِي يَنعِقُ» أي الناعق في دعائه.
المنعوق به من البهائم الّتي لا تفهم كالإبل، و البقر، و الغنم، لأنها لا تعقل ما يقال لها، و انما تسمع الصوت. و الحذف في مثل هذا حسن. كقولك لمن هو سيء الفهم:
أنت كالحمار، و زيد كالأسد: أي في الشجاعة، لأن المعني في أحد الشيئين أظهر، فيشبه بالآخر ليظهر بظهوره، و هذا باب حسن البيان.