نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 69
و روي عن أبي جعفر (ع) أنه قال: هو الرجل يكتسب المال، و لا يعمل فيه خيراً، فيرثه من يعمل فيه عملا صالحاً، فيري الأول ما كسبه حسرة في ميزان غيره.
فان قيل: لو جاز أن تضاف الأعمال الّتي رغبوا فيها، و لم يفعلوها بأنها أعمالهم لجاز أن يقال: الجنة دارهم و حور العين أزواجهم لأنهم عرضوا لها؟ قلنا لا يجب ذلک، لأنا إنما حملنا علي ذلک للضرورة. و لو سمي اللّه تعالي الجنة بأنها دارهم لتأولنا ذلک، و لكن لم يثبت ذلک، فلا يقاس علي غيره.
الثالث- الثواب فان اللّه تعالي يريهم مقادير الثواب الّتي عرضهم لها لو فعلوا الطاعات فيتحسرون عليه- لم فرطوا فيه- و القول الأول قول الربيع، و إبن زيد، و اختيار الجبائي، و أحد قولي البلخي. و الثاني قول عبد اللّه، و السدي، و أحد قولي البلخي. و هو کما تقول الإنسان أقبل علي عملك و أعقدت عليه عملا قلت في عملك، و ألذي أقوله: ان الكلام يحتمل أمرين: فلا ينبغي أن يقطع علي واحد منهما إلا بدليل إلا ان الاول أقوي، لأنه الحقيقة. و اللّه أعلم بمراده.
اللغة:
و الحسرات: جمع الحسرة، و هي أشد من الندامة. و الفرق بينهما و بين الارادة ان الحسرة تتعلق بالماضي خاصة، و الارادة تتعلق بالمستقبل، لان الحسرة انما هي علي ما فات بوقوعه أو يتقضي وقته. و انما حركت السين، لأنه اسم علي فعلة أوسطه ليس من حروف العلة، و لو کان صفة لقلت: صعبات فلم يحرك، و كذلك جوزات و بيضات. و إنما حرك الاسم، لأنه علي خلاف الجمع السالم، إذ کان کان انما يستحقه ما يعقل.
و الحسرة و الندامة نظائر، و هي نقيض الغبطة. و تقول: حسرت العمامة عن رأسي إذا كشفتها. و حسر عن ذراعيه حسراً، و انحسر انحساراً، و حسره تحسيراً.
و الحاسر في الحرب ألذي لا درع عليه، و لا مغفر. و حسر يحسر حسرة و حسراً:
إذا كمد علي الشيء الفائت[1]، و تلهف عليه. و حسرت الناقة حسوراً: إذا أعيت.