responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 597

تَجرِي‌ مِن‌ تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِين‌َ فِيها» و ‌قد‌ مضي‌ تفسير ‌ذلک‌ أجمع‌ فيما مضي‌ ‌ثم‌ ‌قال‌ «وَ نِعم‌َ أَجرُ العامِلِين‌َ» يعني‌ ‌ما وصفه‌ ‌من‌ الجنات‌ و أنواع‌ الثواب‌، و المغفرة بستر الذنب‌ ‌حتي‌ تصير كأنها ‌لم‌ تعمل‌ ‌في‌ زوال‌ العار بها و العقوبة بها، و اللّه‌ ‌تعالي‌ متفضل‌ بذلك‌ لأنا بينا ‌أن‌ إسقاط العذاب‌[1] عند التوبة تفضل‌ ‌منه‌ ‌تعالي‌، فأما استحقاق‌ الثواب‌ بالتوبة فواجب‌ عقلا ‌لا‌ محالة، لأنه‌ ‌لو‌ ‌لم‌ يكن‌ مستحقاً لذلك‌ لقبح‌ تكليفه‌ التوبة ‌لما‌ ‌فيها‌ ‌من‌ المشقة و الكلفة.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ آل‌عمران‌ (3): آية 137]

قَد خَلَت‌ مِن‌ قَبلِكُم‌ سُنَن‌ٌ فَسِيرُوا فِي‌ الأَرض‌ِ فَانظُروا كَيف‌َ كان‌َ عاقِبَةُ المُكَذِّبِين‌َ (137)

آية.

المعني‌:

معني‌ ‌قوله‌: «قَد خَلَت‌ مِن‌ قَبلِكُم‌ سُنَن‌ٌ» ‌ أي ‌ سنن‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌في‌ الأمم‌ السالفة إذ[2] كذبوا رسله‌ و جحدوا نبوتهم‌ بالاستئصال‌، و الاجتياح‌، كعاد، و ثمود، و قوم‌ صالح‌، و قوم‌ لوط ‌الّذين‌ أهلكهم‌ اللّه‌ بأنواع‌ العذاب‌ ‌من‌ الاستئصال‌[3] فبقيت‌[4] ‌لهم‌ آثار ‌في‌ الديار ‌فيها‌ أعظم‌ الاعتبار و الاتعاظ‌-‌ ‌علي‌ قول‌ الحسن‌، و ‌إبن‌ إسحاق‌-‌ فأمر اللّه‌ ‌أن‌ يسيروا ‌في‌ ‌الإرض‌، و يتعرفوا أخبارهم‌، و ‌ما نزل‌ بهم‌ ليتعظوا بذلك‌، و ينتهوا ‌عن‌ مثل‌ ‌ما فعلوه‌. و ‌قال‌ الزجاج‌:

معناه‌ «قَد خَلَت‌ مِن‌ قَبلِكُم‌» أهل‌ «سنن‌» ‌في‌ الشر.

اللغة و المعني‌:

و السنة: الطريقة المجعولة ليقتدي‌ بها، فمن‌ ‌ذلک‌ سنة ‌رسول‌ اللّه‌ (ص‌).


[1] ‌في‌ المخطوطة (أ): العقاب‌.
[2] ‌في‌ المطبوعة و مخطوطة (أ): (‌إذا‌).
[3] ‌في‌ المخطوطة (أ) ساقط سطر ‌من‌ ‌هذا‌ الموضع‌
[4] ‌في‌ المطبوعة (و بقيت‌).
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 2  صفحه : 597
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست