و روي أنه سئل عن ذلک إبن عباس، و غيره من الصحابة، فان قيل فان الجنة في السماء، كيف يکون لها هذا العرض! قيل له يزاد فيها يوم القيامة.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي علي تسليم انها في السماء و يجوز أن تكون الجنة مخلوقة في غير السماوات و الإرض. و في النّاس من قال: ان الجنة و النار ما خلقتا بعد و إنما يخلقهما اللّه علي ما وصفه. و قال البلخي المراد بذلك وصفها بالسعة و العظم، کما يقول القائل في دار واسعة هذه دنيا و غرضه بذلك وصفه لها بالكبر و قوله: «أُعِدَّت لِلمُتَّقِينَ» معني المتقين المطيعين للّه و رسوله لاجتنابهم المعاصي و فعلهم الطاعات.
و يجوز لاحتجازهم بالطاعة من العقوبة. و إنما أضيفت إلي المتقين، لأنهم المقصودون بها، و ان دخلها الأطفال، و المجانين، فعلي وجه التبع، و كذلك حكم الفساق لو عفي عنهم.
و فيمن تكلم في أصول الفقه من استدل بقوله: «وَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ» علي أن الأمر يقتضي الفور دون التراخي، لأنه تعالي أمر بالمسارعة و المبادرة إلي مغفرة و ذلک يقتضي التعجيل. و من خالف في تلك، قال: المسارعة إلي ما يقتضي
[1] قائله ذو الخرق الطهوري أو الطهوي انظر الاختلاف في اسمه في المؤتلف و المختلف 119، و خزانة الأدب 1: 20، 21 و نوادر أبي زيد: 116، و معاني القرآن للفراء 1:
61- 62، و اللسان (ويب)، (عنق)، (عقا)، (بغم) و غيرها و هو من أبيات يقولها لذئب قد تبعه في طريقه و العناق هي أنثي المعز. و البغام صوت الظبية أو الناقة و استعاره هنا للمعز
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 592