قرأ نافع و إبن عامر «سارعوا» بلا واو، و الباقون بالواو، و كذلك هي في مصاحف أهل الشام بلا واو. و في مصاحف أهل العراق بالواو، و المعني واحد، و إنما الفرق بينهما استئناف الكلام إذا کان بلا واو، و وصلها بما تقدم إذا قرئ بواو، لأنه يکون عطفاً علي ما تقدم. و في هذه الآية الامر بالمبادرة إلي مغفرة اللّه باجتناب معصيته و إلي الجنة الّتي عرضها السماوات و الإرض بفعل طاعته.
و اختلفوا في قوله «عَرضُهَا السَّماواتُ وَ الأَرضُ» فقال إبن عباس، و الحسن:
معناه عرضها كعرض السماوات السبع، و الأرضين السبع إذا ضم بعض ذلک إلي بعض، و اختاره الجبائي، و البلخي. و إنما ذكر العرض بالعظم دون الطول، لأنه يدل علي أن الطول أعظم، و ليس كذلك لو ذكر الطول بدلا من العرض. و مثل الآية قوله: «ما خَلقُكُم وَ لا بَعثُكُم إِلّا كَنَفسٍ واحِدَةٍ»[1] و معناه إلا كبعث نفس واحدة. و قال الشاعر:
كأن عذيرهم بجنوب سِلي نعام فاق في بلد قفار[2]
أي عذير نعام و قال آخر:
[1] سورة لقمان آية: 28. [2] قائله شفيق بن جزء بن رياح الباهلي و قد نسبه بعضهم لاعشي باهلة. و نسب أيضاً للنابغة خطا. اللسان (فوق) (سلل)، و معجم البلدان (سلي)، و الكامل للمبرد 3: 196.
و کان شفيق قد أغار علي بني ضبة بروضة سلي، و روضة ساجر فهزم أهلهما. و هما روضتان لعكل.
و ضبة و عدي و تيم و عكل حلفاء متجاورون فلما هزموا قال بهم شفيق أبيات منها هذا البيت.
و العذير: الحال المقاقات: صوت الطائر إذ کان مذعوراً و القفار: المكان ألذي ليس به انس و كأنه بقول هزمناهم شر هزيمة و كانت حالهم مثل حال الطائر ألذي في أرض قفرة إذا أتاه الصياد
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 591