التقدير و اذكر «إِذ هَمَّت طائِفَتانِ مِنكُم أَن تَفشَلا» و قال الزجاج العامل في (إذ) «هَمَّت طائِفَتانِ مِنكُم أَن تَفشَلا» و المعني كانت التبوئة في ذلک الوقت.
و الطائفتان:
هما بنو سلمة و بنو حارثة حيان من الأنصار في قول إبن عباس، و جابر بن عبد اللّه، و الحسن و قتادة، و مجاهد، و الربيع، و السدي، و إبن إسحاق، و إبن زيد، و أبي جعفر و أبي عبد اللّه (ع).
و قال الجبائي: هما قوم من المهاجرين، و الأنصار.
و الفشل الجبن في قول إبن عباس تقول فشل يفشل فشلا. و الجبن ليس من فعل الإنسان و تحقيقه علي هذا همت بحال الفشل إلا أنه وضع كلام موضع كلام. و ليس في الآية أن همهما بالفشل کان معصية، لأنه قد يکون من غير عزم علي حال الفشل بل بحديث النفس به، و من قال کان معصية قال هي صغيرة، لقوله (وَ اللّهُ وَلِيُّهُما) و روي عن جابر بن عبد اللّه أنه قال فينا نزلت و ما أحب أنها لم تكن، لقوله:
«وَ اللّهُ وَلِيُّهُما» و کان سبب همهم بالفشل في قول السدي، و إبن جريج أن عبد اللّه إبن أبي بن سلول دعاهما إلي الرجوع إلي المدينة عن لقاء المشركين يوم أحد فهما به و لم يفعلاه. و قال أبو علي: بل کان ذلک باختلافهم في الخروج إلي العدو أو المقام حتي هموا بالفشل. و التاء مدغمة في الطاء في قوله: (إِذ هَمَّت طائِفَتانِ) لأنها من مخرجها فصارت بمنزلتها مع مثلها نحو همت تفعل و مثله «وَ قالَت طائِفَةٌ»[1] و يجوز أيضاً إدغام الطاء في التاء إلا أنك تبقي الاطباق نحو «أَحَطتُ بِما لَم تُحِط»[2] و الأول أحسن.