آية.
قوله: «و لتكن» أمر و اللام لام الأمر و إنما سكنت مع الواو و لم يكن لام الاضافة لأن تسكين لام الامر يؤذن بعملها أنه الجزم، و ليس كذلك لام الاضافة.
و لم يسكن مع ثم، لأن ثم بمنزلة كلمة منفصلة. و قوله: «منكم أمة» «من» هاهنا للتبعيض علي قول أكثر المفسرين، لأن الأمر بإنكار المنكر، و الامر بالمعروف متوجه إلي فرقة منهم غير معينة، لأنه فرض علي الكفاية فأي فرقة قامت به سقط عن الباقين. و قال الزجاج التقدير «و ليكن» جميعكم و (من) دخلت لتخص المخاطبين من بين سائر الأجناس، کما قال: «فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ»[1] و قال الشاعر:
أخو رغائب يعطيها و يسلبها يأبي الظلامة منه النوفل الزفر[2]
لأنه وصفه بإعطاء الرغائب، و النوفل الكثير الإعطاء للنوافل. و الزفر: ألذي يحمل الأثقال، فعلي هذا الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر من فرض الأعيان لا يسقط بقيام البعض عن الباقين. و هو ألذي اختاره الزجاج، و به قال الجبائي، و اختاره.
و الأمة في اللغة تقسم خمسة أقسام:
أحدها- الجماعة. و الثاني- القامة. و الثالث- الاستقامة. و الرابع- النعمة و الخامس القدوة. و الأصل في ذلک كله القصد من قولهم: أمه يؤمه. أماً إذا