و معني قوله: «و اعتصموا» امتنعوا بحبل اللّه و استمسكوا به أي بعهد اللّه، لأنه سبب النجاة كالحبل ألذي يتمسك به للنجاة من بئر أو نحوها. و منه الحبل الأمان، لأنه سبب النجاة. و منه قوله: «إِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبلٍ مِنَ النّاسِ»[1] و معناه بأمان، قال الأعشي:
و إذا تجوزها حبال قبيلة أخذت من الأخري إليك حبالها[2]
و منه الحبل الحمل في البطن و أصله الحبل المفتول قال ذو الرمة:
هل حبل خرقاء بعد اليوم مرموم أم هل لها آخر الأيام تكليم
و في معني قوله: «بحبل الله» قولان
قال أبو سعيد الخدري عن النبي (ص) أنه كتاب اللّه.
و به قال إبن مسعود، و قتادة و السدي. و قال إبن زيد «حبل الله» دين اللّه أي دين الإسلام. و قوله: «جميعاً» منصوب علي الحال. و المعني اعتصموا بحبل اللّه مجتمعين علي الاعتصام به. و قوله: «وَ لا تَفَرَّقُوا» أصله و لا تتفرقوا،
[1] سورة آل عمران آية: 112. [2] ديوانه: 24 رقم القصيدة 3 في المطبوعة (أجوزها) بدل (تجوزها) و هو أيضاً في اللسان (حبل) و مشكل القرآن: 358 و غيرها کما أثبتناه. و البيت من قصيدته في قيس إبن معديكرب. يصف ناقة يقول: لا تحتاج الي حث بل هي سريعة الجري عارفة طرق الق بائل.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 545