و (هو) في موضع رفع، و لا يجوز النصب، و رفعه علي البدل من موضع (لا) مع الاسم، كقولك: لا رجل إلا زيد كأنك قلت: ليس إلا زيد- فيما تريد من المعني- إذا لم يعتد بغيره، و لا يجوز النصب علي قولك: ما قام احد إلا زيداً، لان البدل يدّل علي أن الاعتماد علي الثاني، و المعني ذلک، و النصب يدّل علي أن الاعتماد في الاخبار إنما هو علي الاول، و قوله تعالي: (لا إِلهَ إِلّا هُوَ) إثبات للّه تعالي وحده و هو بمنزلة قولك: اللّه إله وحده، و إنما کان كذلك لأنه القادر علي ما يستحق به الالهية، و لا يدّل علي النفي في هذا الخبر من قبل أنه لم يدّل علي إله موجود، و لا معدوم سوي اللّه عزّ و جل، لكنه نقيض لقول من ادّعي إلها مع اللّه.
و إنما النفي إخبار بعدم شيء کما أن الإثبات إخبار بوجوده.
إِنَّ فِي خَلقِ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اختِلافِ اللَّيلِ وَ النَّهارِ وَ الفُلكِ الَّتِي تَجرِي فِي البَحرِ بِما يَنفَعُ النّاسَ وَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماءٍ فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَ بَثَّ فِيها مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ المُسَخَّرِ بَينَ السَّماءِ وَ الأَرضِ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَ (164)
آية واحدة بلا خلاف.
قرأ نافع، و إبن كثير، و ابو عمرو، و إبن عاصم، و إبن عامر (الرّياح) علي الجمع. الباقون علي التوحيد، و لم يختلفوا في توحيد ما ليس فيه ألف و لام.
لما أخبر اللّه تعالي الكفار بأن إلههم إله واحد لا ثاني له، قالوا: ما الدلالة