معني قوله «فأما» تفصيل المجمل علي قولك فيجازي العباد أما المؤمن فبالثواب و أما الكافر فبالعقاب. و قوله: «فأعذبهم» فالعذاب: استمرار الآلام لأن أصله استمرار الشيء، فمنه العذوبة لاستمرار العذب في الحلق، و منه العذبة لاستمرارها بالحركة. و قوله «شديداً» فالشدة صعوبة بالانتقام. و القوة: عظم القدرة، فالشدة نقيض الرخاوة. و القوة نقيض الضعف، فشدة العذاب قد تكون بالتضعيف، و قد تكون بالتحبيس. و قوله: «فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ» فعذابهم في الدنيا إذلالهم بالقتل، و الأسر، و السبي، و الخسف، و الجزية، و كلما فعل علي وجه الذلة و الاهانة. و في الآخرة عذاب الأبد. و الفرق بين الآخرة و الانتهاء أن الآخرة قد تكون بعد العمل، فأما الانتهاء فجزء منه لا يکون بعد كماله هذا إذا اطلق فان أضيف فقيل آخر العمل فمعناه انتهاء العمل. و قوله: «وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ» فالنصرة هي المعونة علي العدو خاصة. و المعونة هي زيادة في القوة و قد تكون علي العدو، و غير العدو.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 479