و مصدقاً نصب علي الحال و تقديره قد جئتكم مصدقاً، لأن أول الكلام يدل عليه و نظيره جئته بما يجب و معرفاً له، و ليس عطفاً علي وجيهاً و لا رسولا لقوله «لِما بَينَ يَدَيَّ» و لم يقل لما بين يديه.
المعني:
و قوله: «وَ لِأُحِلَّ لَكُم بَعضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيكُم» فإنما أحل لهم لحوم الإبل و الثروب و أشياء من الطير و الحيتان، مما کان محرماً في شرع موسي (ع) و لم يحل لهم جميع ما کان محرماً عليهم من الظلم، و الغصب، و الكذب، و العبث و غير ذلک، فلذلك قال «بَعضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيكُم» و بمثل هذا قال قتادة و الربيع، و إبن جريج و وهب إبن منية، و أكثر المفسرين. و قال أبو عبيدة أراد کل ألذي حرم عليكم و استشهد علي ذلک بقول لبيد: