قوله: «فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ» معناه رضيها في النذر ألذي نذرته بالإخلاص للعبادة في بيت المقدس، و لم يقبل قبلها أنثي في ذلک المعني. و إنما جاء مصدر تقبلها علي القبول دون التقبل، لأن فيه معني قبلها. و قال أبو عمرو:
لا نظير للقبول في المصادر، ففتح فاء الفعل و الباب كله مضموم الفاء كالدخول، و الخروج، و قال سيبويه: جاءت خمسة مصادر علي فعول: قبول، و وضوح، و ظهور، و ولوغ، و وقود إلا أن الأكثر في وقود الضم إذا أريد المصدر.
و أجاز الزجاج في القبول الضم.
و قوله: «وَ أَنبَتَها نَباتاً حَسَناً» معناه أنشأها إنشاء حسناً في عذابها و حسن تربيتها. و الكفل تضمن مؤنة الإنسان كفلته أكفله كفلا فأنا كافل:
إذا تكلفت مؤنته. و منه «وَ كَفَّلَها زَكَرِيّا» و من قرأ بالتثقيل فمعناه كفلها اللّه زكريا و الكفيل: الضامن. و الكفل: مؤخر العجز. و الكفل من الرجال ألذي يکون في مؤخر الحرب همته الفرار. و الكفل النصيب.
و منه قوله: «يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ»[2] و قوله: «وَ مَن يَشفَع شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَهُ كِفلٌ مِنها»[3] و أصل الباب التأخر فمنه الكفالة الضمان. و في زكريا ثلاث لغات: المد، و القصر. و قد قرئ بهما و زكريَّ بالياء المشددة و أحكامها مختلفة
[1] سورة آل عمران آية: 44. [2] سورة الحديد آية: 28. [3] سورة النساء آية: 84.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 446