أحدهما- الاعتذار من العدول عن النذر، لأنها أنثي. الثاني- تقديم الذكر في السؤال لها بأنها أنثي و ذلک ان عيب الأنثي أفظع، و هو إليها أسرع، و سعيها أضعف، و عقلها أنقص فقدمت ذكر الأنثي ليصح القصد لها في السؤال علي هذا الوجه.
و قوله: «وَ لَيسَ الذَّكَرُ كَالأُنثي» اعتذار بأن الأنثي لا تصلح لما يصلح له الذكر، و إنما کان يجوز لهم التحرير في الذكور دون الإناث، لأنها لا تصلح لما يصلح له الذكر من التحرير لخدمة المسجد المقدس، لما يلحقها من الحيض و النفاس، و الصيانة عن التبرج للناس. و قال قتادة: لم يكن التحرير إلا للغلمان فيما جرت به العادة. و الهاء في قوله: «وضعتها» يحتمل أن يکون كناية عن (ما) في قوله «نَذَرتُ لَكَ ما فِي بَطنِي» و جاز ذلک لوقوع (ما) علي مؤنث. و يحتمل أن يکون كناية عن معلوم قد دل عليه الكلام.
اللغة:
و أصل الوضع: الحط. وضعه يضعه وضعاً. و وضعت بمعني ولدت أي وضعت الولد. و منه الموضع: مكان الوضع. و التواضع: خلاف التكبر لأنه وضع العبد من نفسه. و الضعة: الخساسة لأنها تضع من قدر صاحبها. و الوضيعة: ذهاب شيء من رأس المال. و المواضعة: المواهبة في التباع لوضع ما ينفق عليه في ذلک.
و الإيضاع في السير: الرفق فيه لأنه حط عن شدة الاسراع. و منه قوله تعالي:
«وَ لَأَوضَعُوا خِلالَكُم»[1] و أصل الباب: الحط.
المعني:
فان قيل هل يجوز أن تقول: و اللّه أعلم بأن الجسم محدث من زيد العالم به، کما قالت: «وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما وَضَعَت»! قيل: لا يجوز لأن علم کل واحد منهما يجوز أن ينقلب عنه إلي خلافه، و ليس كذلك بأنه يعلم اللّه، و أفعل من كذا إنما يقال للمبالغة في الصفة. و من ضم التاء جعل ذلک من كلام أم مريم علي وجه