قرأ «أن الدين» بفتح الهمزة الكسائي و حكي ذلک عن إبن مسعود. الباقون بكسرها و قد بينا الوجه فيه. معني الدين هاهنا الطاعة فمعناه ان الطاعة للّه عز و جل هي الإسلام. قال الأعشي:
هو دان الرباب إذ كرهوا الد ين دراكا بغزوة و صيال[1]
و معناه ذلّلهم للطاعة إذ كرهوا الطاعة، و الدين الجزاء. من قولهم کما تدين تدان أي کما تجزي تجزي. و منه قوله: «مالِكِ يَومِ الدِّينِ» أي يوم الجزاء، و سميت الطاعة ديناً، لأنها للجزاء، و منه الدين، لأنه كالجزاء في وجوب القضاء.
و الإسلام أصله السلم، فأسلم معناه دخل في السلم كقولهم أقحط بمعني دخل القحط و أربع دخل في الربيع، و أصل السلم السلامة، لأنه انقياد علي السلامة، و يصلح أن يکون أصله التسليم، لأنه تسليم، لأمر اللّه، و التسليم من السلامة، لأنه تأدية الشيء علي السلامة من الفساد و النقصان، فالإسلام: هو تأدية الطاعات علي السلامة من الإدغال، و الإسلام، و الايمان عندنا و عند المعتزلة بمعني واحد غير أن عندهم أن فعل الواجبات من أفعال الجوارح من الايمان «و عندنا أن أفعال