آية.
قرأ حمزة و الكسائي و خلف «و كتابه»: الباقون «و كتبه» علي الجمع فمن وحّد احتمل وجهين:
أحدهما- أن يکون أراد به القرآن لا غير. و الثاني- أن يکون أراد جنس الكتاب، فيوافق قراءة من قرأ علي الجمع في المعني. و قرأ يعقوب «لا يفرق» بالياء رداً علي الرسول حسب. الباقون بالنون رداً علي الرسول و المؤمنين و هذا أليق بسياق الآية.
و قوله: «لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ» معناه يقولون ذلک علي الحكاية کما قال «وَ المَلائِكَةُ باسِطُوا أَيدِيهِم أَخرِجُوا»[1] أي يقولون اخرجوا. و المعني إنا لا نؤمن ببعضهم و نكفر ببعض، کما فعل اليهود، و النصاري. و قوله: «سَمِعنا وَ أَطَعنا» تقديره سمعنا قوله و أطعنا أمره و قبلنا ما سمعنا، لأن من لا يقبل ما يسمع يقال له أصم کما قال تعالي «صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ فَهُم لا يَعقِلُونَ»[2] و إنما حذف لدلالة الكلام عليه لأنهم مدحوا به، و کان اعترافاً منهم بما يلزمهم مثل ما قبله. و قوله:
«غفرانك» نصب علي أنه نزل من الفعل المأخوذ منه كأنه قيل: اللهم اغفر لنا غفرانك فاستغني بالمصدر عن الفعل في الدعاء فصار بدلا منه معاقباً له. و قال بعضهم معناه نسألك غفرانك و الاول أقوي، لأنه علي الفعل ألذي أخذ منه أولي من حيث کان يدل عليه بالتضمين نحو (حمداً و شكراً) أي أحمد حمداً، و أشكر شكراً.