و المعني ان أكن لم أعتق قال الشاعر:
إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة و لم تجدي من أن تقري بها بدا[1]
كأنه قال: أكن لم تلدني لئيمة. و الطل المطر الصغار القطر يقال: أطلت السماء فهي مطلة. و روضة طلة ندية. و الطل: إبطال الذم بأن لا يثار بصاحبه. طل دمه فهو مطلول لأنه بمنزلة ما جاء عليه الطل، و أذهبه كأنه قيل غسله. و الطل و الطلل ما شخص من الدار، لأنه كموضع الندي بالطل لغمارة النّاس له خلاف المستوي، و القفر، لأن الخصب حيث تكون الأبنية. و صار الطلل اسماً لكل شخص. و الاطلال: الاشراف علي الشيء و الطل: الشحم، ما بالناقة طل أي ما بها طرق. و طلة الرجل امرأته. و أصل الباب الطل: المطر.
و قوله: «وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ» معناه عالم بأفعالكم، فيجازيكم بحسنها و في ذلک ترغيب و ترهيب.
أَ يَوَدُّ أَحَدُكُم أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِن نَخِيلٍ وَ أَعنابٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهارُ لَهُ فِيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ وَ أَصابَهُ الكِبَرُ وَ لَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحتَرَقَت كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُم تَتَفَكَّرُونَ (266)
آية واحدة بلا خلاف.
معني قوله: «أَ يَوَدُّ أَحَدُكُم أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ» التقدير (علي) مثل ضربه اللّه في الحسرة بسلب النعمة فقيل هو مثل للمرائي في النفقة، لأنه ينتفع بها عاجلا و تنقطع عنه آجلا في أحوج ما يکون إليه. هذا قول السدي و قال مجاهد: هو مثل للمفرط في طاعة اللّه بملاذّ الدنيا يحصل في الآخرة علي الحسرة العظمي. و قال إبن عباس: هو مثل للذي يختم عمله بفساد.