نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 336
آية بلا خلاف.
المعني:
ضرب اللّه (تعالي) هذه الآية مثلا لعمل المنافق و المنّان جميعاً، فإنهما إذا فعلا فعلًا لغير وجه اللّه أو قرنا الإنفاق بالمن و الأذي، فإنهما لا يستحقان عليه ثواباً. و شبه ذلک بالصفا ألذي أزال المطر ما عليه من التراب، فانه لا يقدر أحد علي ردّ ذلک التراب عليه فكذلك إذا رفع المنان صدقته و قرن بها المن فقد أوقعها علي وجه لا طريق له إلي استدراكه، و تلا فيه لوقوعه علي الوجه ألذي لا يستحق عليه الثواب فان وجوه الافعال تابعة للحدوث، فإذا فاتت فلا طريق إلي تلافيها و ليس فيها ما يدل علي أن الثواب الثابت المستقر يزول بالمن فيما بعد و لا بالرياء ألذي يحصل فيما يتجدد فليس في الآية ما يدل علي ما قالوه.
و قوله: «رِئاءَ النّاسِ» إنما جمع بين همزتين و لم يجمع في ذوائب جمع ذؤابة، لوقوع الألف في الجمع بين الهمزتين، فلم يجز ذؤائب[1]، فأما الواحد فاجتمع لخفته و هما أيضاً مفتوحان فهو أخف لها.
و قوله: «كَالَّذِي يُنفِقُ مالَهُ رِئاءَ النّاسِ» يدخل فيه المؤمن و الكافر إذا أخرجا الإنفاق للرياء. و قوله: «وَ لا يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ» صفة للكافر خاصة «فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفوانٍ» يعني الحجارة الصلبة «عَلَيهِ تُرابٌ».
اللغة:
فالتراب و الترب واحد يقال ترب الرجل إذا افتقر، لأنه لصق بالتراب للفقر و منه قوله: «مِسكِيناً ذا مَترَبَةٍ»[2] لأنه قعد علي التراب للفقر و أترب الرجل إذا استغني لأنه كثر ماله حتي صار كالتراب. و الترب ألذي ينشأ معك. و قيل فيه
[1] في المطبوعة (فلم يجز ذوائب) و الصحيح ما ذكرنا. [2] سورة البلد آية: 16.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 336