أهلها، و لأن‌ ‌في‌ أنبيائه‌ تثبت‌ معجزة ‌من‌ ‌غير‌ تلك‌ الجهة، و ‌هو‌ المنع‌ ‌من‌ الازاحة ‌مع‌ توفر الأسباب‌ الداعية ‌الي‌ الحديث‌ ‌به‌، و ‌لا‌ نشر ‌له‌ و ‌هذا‌ مما ‌لا‌ يقدر ‌عليه‌ ‌إلا‌ اللّه‌ ‌تعالي‌.

اللغة:

و الرسالة تحمل‌ جملة ‌من‌ الكلام‌ لها فائدة ‌الي‌ المقصود بالدلالة. و الحق‌ ‌هو‌ وقوع‌ الشي‌ء موقعه‌ ‌ألذي‌ ‌هو‌ ‌له‌ ‌من‌ ‌غير‌ تغيير عنه‌ ‌بما‌ ‌لا‌ يجوز ‌فيه‌. و التلاوة: ذكر الكلمة ‌بعد‌ الكلمة ‌من‌ ‌غير‌ فاصلة، لأن‌ التالي‌ للشي‌ء يليه‌ ‌من‌ ‌غير‌ فصل‌ بغيره‌.

و الأصل‌: التلوّ و ‌هو‌ إيقاع‌ الشي‌ء ‌بعد‌ الشي‌ء ‌ألذي‌ يليه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ البقرة (2): آية 253]

تِلك‌َ الرُّسُل‌ُ فَضَّلنا بَعضَهُم‌ عَلي‌ بَعض‌ٍ مِنهُم‌ مَن‌ كَلَّم‌َ اللّه‌ُ وَ رَفَع‌َ بَعضَهُم‌ دَرَجات‌ٍ وَ آتَينا عِيسَي‌ ابن‌َ مَريَم‌َ البَيِّنات‌ِ وَ أَيَّدناه‌ُ بِرُوح‌ِ القُدُس‌ِ وَ لَو شاءَ اللّه‌ُ مَا اقتَتَل‌َ الَّذِين‌َ مِن‌ بَعدِهِم‌ مِن‌ بَعدِ ما جاءَتهُم‌ُ البَيِّنات‌ُ وَ لكِن‌ِ اختَلَفُوا فَمِنهُم‌ مَن‌ آمَن‌َ وَ مِنهُم‌ مَن‌ كَفَرَ وَ لَو شاءَ اللّه‌ُ مَا اقتَتَلُوا وَ لكِن‌َّ اللّه‌َ يَفعَل‌ُ ما يُرِيدُ (253)

آية واحدة بلا خلاف‌.

إنما ذكر اللّه‌ ‌تعالي‌ تفضيل‌ بعضهم‌ ‌علي‌ بعض‌، لأمور: منها ‌أن‌ ‌لا‌ يغلط غالط منهم‌، فيسوَّي‌ بينهم‌ ‌في‌ الفضل‌. ‌کما‌ استووا ‌في‌ الرسالة، و ثانيها ‌أن‌ يبين‌ ‌أن‌ تفضيل‌ ‌محمّد‌ (ص‌) كتفضيل‌ ‌من‌ مضي‌ ‌من‌ الأنبياء بعضهم‌ ‌علي‌ بعض‌. و ثالثها‌-‌ ‌أن‌ الفضيلة ‌قد‌ تكون‌ ‌بعد‌ أداء الفريضة. و المراد الفضيلة المذكورة هاهنا ‌ما خص‌ ‌کل‌ واحد منهم‌ ‌من‌ المنازل‌ الجليلة ‌الّتي‌ ‌هي‌ أعلي‌ ‌من‌ منزلة غيره‌، نحو كلامه‌ لموسي‌ بلا سفير، و إرساله‌ محمداً (ص‌) ‌الي‌ الكافة ‌من‌ ‌النّاس‌ المكلفين‌ و الجن‌ المتعدين‌، ‌هذا‌ قول‌ مجاهد.