و قال مجاهد: معناه خاشعين فنهوا عن العبث، و التلفت في الصلاة. و قال إبن عباس في رواية: داعين و لذلك قال هي صلاة الصبح، لأنه لا صلاة فرض فيها قنوت إلا هي.
و عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه (ع) مثل ذلک إلا أنهما قالا: القنوت في کل ركعتين قبل الركوع.
اللغة، و الاعراب:
و أصل القنوت الدوام علي أمر واحد. و قيل أصله الطاعة. و قيل أصله الدعاء في حال القيام. و قال الرماني و الوجه الأول أحسن بصرفه في الباب، لأن المداوم علي الطاعة قانت، و قال المداوم في صلاته علي السكوت إلا عن الذكر المشروع له، و كذلك المداوم. و يقال: فلان يقنت عليه أي يدعوا عليه دائماً.
و الصلاة الوسطي محفوظة بالعطف علي الصلوات و کان يجوز النصب علي «وَ الصَّلاةِ الوُسطي» فخصوها بالمحافظة. و من حمل الصلاة الوسطي علي صلاة الجماعة جعل قوله: «عَلَي الصَّلَواتِ» علي عمومه. و من حملها علي واحدة من الصلوات علي الخلاف فيه اختلفوا، فمنهم من قال أراد بقوله «عَلَي الصَّلَواتِ» ما عدا هذه الصلاة و إلا کان يکون عطف الشيء علي نفسه، و منهم من قال لا يمتنع أن يريد بالأول جميع الصلوات، و خص هذه بالذكر تعظيما لها و تأكيداً لفضلها.