لأحد ثلاثة أوجه:
أحدها- أن (ذا) لما کان منها ما يستعمل الكاف معه كثيراً، صار بمنزلة شيء واحد. و لا يجوز علي ذلک (أيها القوم هذا غلامك). و قال الفراء: توهم أن الكاف من (ذا)، و أنكر ذلک الزجاج، و قال: ليس في أفصح اللغات بناء علي توهم خطأ. و الوجه ما قلناه من التشبيه مما جعلت الكلمتان فيه بمنزلة شيء واحد.
و الوجه الثاني- علي تقدير: ذلک أيها القبيل.
و الوجه الثالث- أن يکون خطاباً للرسول (ص).
و قوله: «وَ اللّهُ يَعلَمُ» معناه أنه يعلم من مصالح العباد ما لا يعلمون.
و قوله «مَن كانَ مِنكُم يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ» (من) في موضع رفع ب (يوعظ)، و إنما خص المؤمن بالوعظ لأحد ثلاثة أقوال:
أحدها- لأنهم المشفقون بالوعظ، فنسب اليهم، کما قال «هُديً لِلمُتَّقِينَ»[1] و «إِنَّما أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخشاها»[2].
و الثاني- لأنهم أولي بالاتعاض.
الثالث- إنما يلزمه الوعظ بعد قبوله الايمان و اعترافه باللّه تعالي.
وَ الوالِداتُ يُرضِعنَ أَولادَهُنَّ حَولَينِ كامِلَينِ لِمَن أَرادَ أَن يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَ عَلَي المَولُودِ لَهُ رِزقُهُنَّ وَ كِسوَتُهُنَّ بِالمَعرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفسٌ إِلاّ وُسعَها لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَ لا مَولُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَ عَلَي الوارِثِ مِثلُ ذلِكَ فَإِن أَرادا فِصالاً عَن تَراضٍ مِنهُما وَ تَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيهِما وَ إِن أَرَدتُم أَن تَستَرضِعُوا أَولادَكُم فَلا جُناحَ عَلَيكُم إِذا سَلَّمتُم ما آتَيتُم بِالمَعرُوفِ وَ اتَّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنَّ اللّهَ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ (233)