نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 21
آية بلا خلاف
المعني:
أخبر اللّه تعالي عن أهل الكتاب أنهم يعرفون النبي (ص) کما يعرفون أبناءهم، و أن جماعة منهم يكتمون الحق مع علمهم بأنه حق. و قيل في الحق ألذي كتموه قولان:
أحدهما- قال مجاهد: كتموا محمداً (ص) و نبوته، و هم يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة و الإنجيل.
و الثاني- قال الربيع: انهم كتموا أمر القبلة. و قوله (وَ هُم يَعلَمُونَ) يحتمل أمرين:
أحدهما- يعلمون صحة ما كتموه. و الثاني- يعلمون ما لمن دفع الحق من العقاب و الذم.
و (الهاء) في قوله: (يعرفونه) عائدة- في قول إبن عباس، و قتادة، و الربيع- علي أن أمر القبلة حق. و قال الزجاج هي عائدة علي أنهم يعرفون النبي (ص) و صحة أمره، و ثبوت نبوته، و انما قال: (وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنهُم لَيَكتُمُونَ الحَقَّ) و في أوّل الآية قال: (يَعرِفُونَهُ) علي العموم، لان أهل الكتاب منهم من أسلم و أقر بما يعرف فلم يدخل في جملة الكاتمين. كعبد اللّه بن سلام، و كعب الأحبار، و غيرهما ممن دخل في الإسلام.
و العلم و المعرفة واحد. و حدّه ما اقتضي سكون النفس. و إن فصّلت، قلت: هو الاعتقاد للشيء علي ما هو به مع سكون النفس. و فصل الرماني بين العلم و المعرفة، بأن قال: المعرفة هي الّتي يتبين بها الشيء من غيره علي جهة التفصيل. و العلم قد يتميز به الشيء علي طريق الجملة دون التفصيل كعلمك بان زيداً في جملة العشرة. و إن لم تعرفه بعينه و إن فصلت بين الجملة الّتي هو فيها، و الجملة الّتي ليس هو فيها. و هذا غير صحيح
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 21