ذكر السدي، و قتادة، و غيرهما من أهل التفسير: أن هذه الآية نزلت يوم الخندق لما اشتدت المخافة، و حوصر المسلمون في المدينة، و استدعاهم اللّه الي الصبر، و وعدهم بالنصر.
الاعراب و اللغة:
و قال الزجاج: معني (أم) هاهنا بمعني (بل). و قال غيره: هي بمعني الواو. و إنما حسن الابتداء ب (أم) لاتصال الكلام بما تقدم، و لو لم يكن قبله كلام، لما حسن. و الفرق بين (أم حسبتم) و بين (أ حسبتم) أن (أم) لا تكون إلا متصلة لكلام، معادلة للألف، أو منقطعة، فالمعادلة نحو (أزيد في الدار أم عمرو) فالمراد أيهما في الدار، و المنقطعة نحو قولهم: (إنها لإبل أم شاة يا فتي)، و أما الألف، فتكون مستأنفة. و إنما لم يجز في (أم) الاستئناف، لأن فيها معني (بل) كأنه قيل: (بل حسبتم). و حسبت، و ظننت و خلت نظائر.
و قوله تعالي: «وَ لَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم» معناه و لما تمتحنوا، و تبتلوا بمثل ما امتحنوا، فتصبروا کما صبروا. و هذا استدعاء الي الصبر و بعده الوعد بالنصر.
و المثل، و الشبه واحد، يقال: مَثل و مِثل، مثل شبه و شِبه. و «خلوا» معناه مضوا.
و قوله: «مستهم» فالمس، و اللمس واحد. و البأساء ضد النعماء، و الضراء ضد السراء.
و قوله: «زلزلوا» معناه هاهنا: أزعجوا بالمخافة من العدو. و الزلزلة: شدة
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 198