يعطي الشيء لا من عدد أكثر منه و لا ينقص منه كالمعطي من الآدميين الألف من الألفين و العشرة من المائة.
و الخامس- قال بعضهم: إنما عني بذلك إعطاء أهل الجنة، لأن اللّه تعالي يعطيهم ما لا يتناهي، و لا يأتي عليه الحساب، فكل ذلک حسن جائز، و إنما قال:
«وَ الَّذِينَ اتَّقَوا فَوقَهُم يَومَ القِيامَةِ» و لا فضل للكفار في الآخرة لأمرين:
أحدهما- أن أحوالهم في الآخرة فوق حال هؤلاء الكفار في الدنيا.
و الثاني- أن يکون محمولا علي قوله تعالي «أَصحابُ الجَنَّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرًّا»[1] و کما قال حسان يعني رسول اللّه و أبا جهل.
فشر کما لخير کما الفداء[2]
و معني «يَسخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا» أي يهزءون بهم في زهدهم في الدنيا، لأنهم يوهمهم أنهم علي حق، و يفهم عنهم أن اعتقادهم بخلاف ذلک.
كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنذِرِينَ وَ أَنزَلَ مَعَهُمُ الكِتابَ بِالحَقِّ لِيَحكُمَ بَينَ النّاسِ فِيمَا اختَلَفُوا فِيهِ وَ مَا اختَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعدِ ما جاءَتهُمُ البَيِّناتُ بَغياً بَينَهُم فَهَدَي اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اختَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذنِهِ وَ اللّهُ يَهدِي مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ (213)
آية واحدة بلا خلاف.
قرأ أبو جعفر المدني (ليحكم)- بضم الياء- الباقون بفتحها.