نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 187
و قوله تعالي: «إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبِينٌ» عداوته للمؤمنين. و إبانة عداوته لنا هو أن ينسها لمن يراه من الملائكة، و الجن، و نحن و إن لم نشاهده، فقد علمنا معاداته لنا، و دعاءه إيانا الي المعاصي، فجاز أن يسمي ذلک إبانة. و قال الجبائي:
أنزل اللّه تعالي هذه الآية، و قد علم أنه سيزل الزالّون من النّاس، فتقدم في ذلک، و أوعد فيه، لكي تكون الحجة علي خلقه. يقال: زلّ يزل زلًا، و زللًا، و مزلًا، و زلولًا. و معني الآية «فَإِن زَلَلتُم» بمعني تنحيتم عن القصد، و الشرائع، و تركتم ما أنتم عليه من الدين «مِن بَعدِ ما جاءَتكُمُ البَيِّناتُ فَاعلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ» في نعمته «حكيم» في أمره، لا تعجزونه، و حكيم فيما شرع لكم من دينه، و فطركم عليه، و فيما يفعل بكم من عقوبة علي معاصيكم إياه بعد إقامة الحجة عليكم.
و ذكر جماعة من أهل التأويل: أن «البينات» هم محمّد (ص) و القرآن، ذهب اليه السدي، و إبن جريج، و غيرهما. و قيل: زلّ في الآية: مجاز تشبيهاً بمن زلّ عن قصد الطريق، و حقيقته: عصيتم اللّه فيما أمركم به أو نهاكم عنه. و الأولي أن يکون ذلک حقيقة بالعرف.