نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 186
اللغة:
و قوله تعالي: «كافة» معناه جميعاً، و هو نصب علي الحال من ضمير المؤمنين.
و قيل من حال السلم، و اشتقاقه في اللغة مما يكف الشيء في آخره، من ذلک كفة القميص، يقال لحاشية القميص: كفة. و کل مستطيل، فحرفه كفة. و يقال في کل مستدير: كفة، نحو كفة الميزان. و إنما سميت كفة الثوب، لأنها تمنعه أن ينتشر.
و أصل الكف: المنع، و منه قيل لطرف اليد: كف، لأنها يكف بها عن سائر البدن:
و هي الراحة مع الأصابع، و من هذا قيل: رجل مكفوف أي قد كف بصره أن يبصر، و كفّ من الشيء يكف كفاً: إذا انقبض عنه. و کل شيء جمعته، فقد كففته. و استكفّ السائل: إذا بسط كفه يسأل. و استكف القوم بالشيء: إذا أحدقوا به. و تكفف السائل: إذا مدّ كفه للسؤال. و لقيته كفة لكفة: إذا لقيته مفاجأة. و المكفوف: الأعمي. و الكفف: دارات الوسم. و الكفة: ما يصاد به الظباء: كالطوق.
المعني:
فمعني الآية علي هذا: ابلغوا في الإسلام إلي حيث تنتهي شرائعه، فتكفوا من أن تعدوا شرائعه. و ادخلوا كلكم حتي يكف عن عدد واحد لم يدخل فيه.
و قيل: معني الآية: أن قوماً من اليهود أسلموا و أقاموا علي تحريم السبت، و تحريم لحم الإبل، فأمرهم اللّه تعالي أن يدخلوا في جميع شرائع الإسلام. و قال بعض أهل اللغة: جائز أن يکون أمرهم و هم مؤمنون أن يدخلوا في الايمان: أي يقيموا علي الايمان کما قال: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ»[1] و كلا القولين جائز.
و قوله «وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيطانِ» أي لا تتبعوا آثاره، لأن ترككم شيئاً من شرائع الإسلام اتباع الشيطان. و خطوات: جمع خطوة و فيها ثلاث لغات: خطوات- بضم الطاء، و فتحها، و إسكانها.