نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 2 صفحه : 16
ظاهر القرآن. قال إبن عباس: البيت كله قبلة- و هو قول جميع المفسرين. و روي بعض اصحاب الحديث: ان البيت هو القبلة و ان قبلته بابه. و هذا يجوز. قال فاما ان يجب علي جميع الخلق التوجه اليه، فهو خلاف الإجماع.
و قوله: (حَيثُ ما كُنتُم فَوَلُّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ)
روي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه (ع) ان ذلک في الفرض، و قوله: (فَأَينَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللّهِ) في النافلة.
و روي عن إبن عباس و أبي جعفر محمّد بن علي: انه لما حول الي الكعبة اتي رجل من عبد الأشهل من الأنصار و هم قيام يصلون الظهر و قد صلوا ركعتين نحو بيت المقدس، فقال: ان اللّه قد صرف رسوله نحو البيت الحرام، فصرفوا وجوههم نحو البيت الحرام في بقية صلاتهم.
الاعراب:
و قوله: (وَ حَيثُ ما كُنتُم) موضع كنتم جزم بالشرط، و تقديره و حيث ما تكونوا، و الفاء جواب و لو لا (ما) لم يجز الجزاء (بحيث) لخروجها عن نظائرها، بانه لا يستفهم بها، و لان الاضافة لها كالصلة لغيرها، و ليست بصلة كصلة أخواتها. و الهاء في قوله تعالي:
(وَ إِنَّهُ لَلحَقُّ) علي قول الجبائي يعود الي التحويل. و قال الحسن: هي عائدة الي التوجه الي الكعبة، لأنها قبلة ابراهيم، و الأنبياء قبله.
و الغفلة: هي السهو عن بعض الأشياء خاصة و إذا کان السهو عاماً فهو فوق الغفلة و هو السهو العام، لأن النائم لا يقال: انه غفل عن الشيء الا مجاز.