responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 10  صفحه : 5

و ‌قوله‌ (ذلِك‌َ فَضل‌ُ اللّه‌ِ يُؤتِيه‌ِ مَن‌ يَشاءُ) (‌ذلک‌) إشارة ‌إلي‌ بعث‌ الرسول‌ ‌بين‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌ان‌ إرساله‌ الرسول‌ (فضل‌) ‌من‌ (اللّه‌) و نعمة (يؤتيه‌) ‌ أي ‌ يعطيه‌ (‌من‌ يشاء) بحسب‌ ‌ما يعلمه‌ ‌من‌ صلاحه‌ مبعثة، و تحمل‌ أعباء الرسالة (وَ اللّه‌ُ ذُو الفَضل‌ِ العَظِيم‌ِ) ‌علي‌ عباده‌ ‌بما‌ يفعل‌ بهم‌ ‌من‌ التفضل‌ و الإحسان‌ ساعة ‌بعد‌ ساعة.

و ‌قوله‌ (مَثَل‌ُ الَّذِين‌َ حُمِّلُوا التَّوراةَ ثُم‌َّ لَم‌ يَحمِلُوها) معنا (مثل‌ ‌الّذين‌ حملوا التوراة) يعني‌ العمل‌ بها و ‌بما‌ ‌فيها‌، فحفظوها و دوّنوها ‌في‌ كتبهم‌ ‌ثم‌ ‌لم‌ يعملوا ‌بما‌ ‌فيها‌ (كَمَثَل‌ِ الحِمارِ يَحمِل‌ُ أَسفاراً) ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌: الاسفار الكتب‌ واحدها سفر، لأنها تكشف‌ ‌عن‌ المعني‌ بإظهار حاله‌، يقال‌: سفر الرجل‌ ‌عن‌ عمامته‌ ‌إذا‌ كشف‌، و سفرت‌ المرأة ‌عن‌ وجهها، و ‌هي‌ سافرة، و إنما مثلهم‌ بالحمار لأن‌ الحمار ‌ألذي‌ يحمل‌ كتب‌ الحكمة ‌علي‌ ظهره‌ ‌لا‌ يدري‌ ‌بما‌ ‌فيها‌، و ‌لا‌ يحس‌ بها كمثل‌ ‌من‌ يحفظ الكتاب‌ و ‌لا‌ يعمل‌ ‌به‌، و ‌علي‌ ‌هذا‌ ‌من‌ تلا القرآن‌ و ‌لم‌ يفهم‌ معناه‌ و أعرض‌ ‌عن‌ ‌ذلک‌ اعراض‌ ‌من‌ ‌لا‌ يحتاج‌ اليه‌ ‌کان‌ ‌هذا‌ المثل‌ لاحقاً ‌به‌. و ‌إن‌ ‌من‌ حفظه‌ و ‌هو‌ طالب‌ لمعناه‌ و ‌قد‌ تقدم‌ حفظه‌ فليس‌ ‌من‌ أهل‌ ‌هذا‌ المثل‌.

و ‌قوله‌ (بِئس‌َ مَثَل‌ُ القَوم‌ِ الَّذِين‌َ كَذَّبُوا بِآيات‌ِ اللّه‌ِ) معناه‌ بئس‌ القوم‌ قوم‌ ‌هذا‌ مثلهم‌، و ‌هم‌ ‌الّذين‌ كذبوا بحجج‌ اللّه‌ و بيناته‌.

‌ثم‌ ‌قال‌ (وَ اللّه‌ُ لا يَهدِي‌ القَوم‌َ الظّالِمِين‌َ) يعني‌ ‌الّذين‌ يظلمون‌ نفوسهم‌ بارتكاب‌ المعاصي‌ ‌لا‌ يحكم‌ بهدايتهم‌ و ‌لا‌ يرشدهم‌ ‌إلي‌ طريق‌ الجنة.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الجمعة (62): الآيات‌ 6 ‌الي‌ 11]

قُل‌ يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ هادُوا إِن‌ زَعَمتُم‌ أَنَّكُم‌ أَولِياءُ لِلّه‌ِ مِن‌ دُون‌ِ النّاس‌ِ فَتَمَنَّوُا المَوت‌َ إِن‌ كُنتُم‌ صادِقِين‌َ (6) وَ لا يَتَمَنَّونَه‌ُ أَبَداً بِما قَدَّمَت‌ أَيدِيهِم‌ وَ اللّه‌ُ عَلِيم‌ٌ بِالظّالِمِين‌َ (7) قُل‌ إِن‌َّ المَوت‌َ الَّذِي‌ تَفِرُّون‌َ مِنه‌ُ فَإِنَّه‌ُ مُلاقِيكُم‌ ثُم‌َّ تُرَدُّون‌َ إِلي‌ عالِم‌ِ الغَيب‌ِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم‌ بِما كُنتُم‌ تَعمَلُون‌َ (8) يا أَيُّهَا الَّذِين‌َ آمَنُوا إِذا نُودِي‌َ لِلصَّلاةِ مِن‌ يَوم‌ِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلي‌ ذِكرِ اللّه‌ِ وَ ذَرُوا البَيع‌َ ذلِكُم‌ خَيرٌ لَكُم‌ إِن‌ كُنتُم‌ تَعلَمُون‌َ (9) فَإِذا قُضِيَت‌ِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي‌ الأَرض‌ِ وَ ابتَغُوا مِن‌ فَضل‌ِ اللّه‌ِ وَ اذكُرُوا اللّه‌َ كَثِيراً لَعَلَّكُم‌ تُفلِحُون‌َ (10)

وَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضُّوا إِلَيها وَ تَرَكُوك‌َ قائِماً قُل‌ ما عِندَ اللّه‌ِ خَيرٌ مِن‌َ اللَّهوِ وَ مِن‌َ التِّجارَةِ وَ اللّه‌ُ خَيرُ الرّازِقِين‌َ (11)

نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 10  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست