مكية في قول إبن عباس و الضحاك، و هي خمس آيات بلا خلاف
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
أَ لَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفِيلِ (1) أَ لَم يَجعَل كَيدَهُم فِي تَضلِيلٍ (2) وَ أَرسَلَ عَلَيهِم طَيراً أَبابِيلَ (3) تَرمِيهِم بِحِجارَةٍ مِن سِجِّيلٍ (4)
فَجَعَلَهُم كَعَصفٍ مَأكُولٍ (5)
خمس آيات.
هذا خطاب من اللّه تعالي لنبيه محمّد صلي اللّه عليه و آله و يتوجه إلي جميع المكلفين من قومه، يقول لهم علي وجه التنبيه علي عظم الآية الّتي أظهرها و المعجزة الّتي فعلها، منبهاً بذلك علي توحيده و وجوب إخلاص العبادة له، فقال (أَ لَم تَرَ) و معناه أ لم تعلم، فالرؤية- هاهنا- بمعني العلم، لأن رؤية البصر لا تتعلق بما قد تقضي و عدم، كأنه قال: أ لم تعلم (كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفِيلِ) الّذين قصدوا هدم البيت و هلاك أهله، فاهلكهم اللّه تعالي، و کان ألذي قصد لهدم البيت ابرهة إبن الصباح، و هو المعروف بابرهة الاشرم، و يكني أبا يكسوم. و قيل: إنه لم يسلم من قومه غيره، فولي إلي أهله فكل ما نزل منزلا تساقط منه عضو فلما وصل اليهم أخبرهم الخبر ثم هلك، و کان ابرهة رجلا من اليمن ملكته الحبشة عليهم، و کان سبب قصده إياها لتخريبها أنه بني كنيسة عظيمة أراد ان يحج اليها بدل الكعبة. و قال