عشر آيات.
قرأ (لما) بالتشديد عاصم و حمزة و إبن عامر بمعني (إلا) و قد جاء (لما) مشدداً بمعني (إلا) في موضعين: إن، و القسم، كقولهم سألتك لما فعلت بمعني إلا فعلت قال قوم: تقديره لما، فحذفت إحدي الميمات كراهة اجتماع الأمثال. و قرأ الباقون بالتخفيف جعلوا (ما) صلة مؤكدة: و تقديره لعليها حافظ، و اللام لام الابتداء الّتي يدخل في خبر (إن) و (أن) مخففة من الثقيلة.
هذا قسم من اللّه تعالي بالسماء و بالطارق، و قد بينا القول فيه فالطارق هو ألذي يجيء ليلا و قد فسره اللّه تعالي و بينه بأنه (النَّجمُ الثّاقِبُ) فالنجم هو الكوكب قال الحسن: المراد بالنجم جميع النجوم. و قال إبن زيد: هو زحل.
و قوله (وَ ما أَدراكَ) معناه أنه لم تدر حتي أعلمتك، و کل ما يعلمه الإنسان فاللّه أعلمه بالضرورة أو بالدليل. قال قتادة: طروق النجم ظهورها بالليل و خفاؤها بالنهار.
و قوله (وَ الطّارِقِ) تبيين عن معني وصفه بالطارق. و قوله (النَّجمُ الثّاقِبُ) تبيين عن ماهيته نفسه يقال: طرقني فلان إذا أتاني ليلا و أصل الطرق الدق، و منه المطرقة، لأنه يدق بها، و الطريق لان المارة تدقه بأرجلها، و الطارق لأنه يحتاج إلي الدق للتنبيه. و النجم هو الكوكب الطالع في السماء، يقال لكل طالع ناجم تشبيهاً به، و نجم النجم إذا طلع، و كذلك السن و القرن. و يوصف بالطالع و الغارب، لأنه إذا طلع من المشرق غاب رقيبه من المغرب، و الثاقب المضيء المنير، و ثقوبه توقده و تنوره، تقول العرب: أثقب نارك أي اشعلها حتي تضيء. و ثقب لسانها