نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 10 صفحه : 316
منازل عالية. و قيل: السماء اثني عشر برجاً يسير القمر في کل برج منها يومين و ثلثاً، فذلك ثمانية و عشرون منزلا. ثم يستتر ليلتين، و مسير الشمس في کل برج منها شهر. و قيل: البروج النجوم الّتي هي منازل الشمس و القمر.
و قوله «وَ اليَومِ المَوعُودِ» قسم آخر بهذا اليوم. و
روي عن النبي صلي اللّه عليه و آله انه اليوم ألذي يجازي فيه و يفصل فيه القضاء، و هو يوم القيامة
- و هو قول الحسن و قتادة و إبن زيد-.
قوله «وَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ» قسم آخر بالشاهد و المشهود،
فالشاهد النبي صلي اللّه عليه و آله و المشهود يوم القيامة- في قول الحسن بن علي عليه السلام
و تلا قوله «فَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً»[1] و قال (ذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ)[2]، و هو قول إبن عباس و سعيد بن المسيب، و في رواية اخري عن إبن عباس إن الشاهد هو اللّه، و المشهود يوم القيامة. و قال قتادة:
الشاهد يوم الجمعة، و المشهود يوم عرفة. و قال الجبائي: الشاهد هم الّذين يشهدون علي الخلائق، و المشهود هم الّذين يشهدون عليهم، قال: و يجوز أن يکون المراد المدركين و المدركات. و جواب القسم محذوف، و تقديره الأمر حق في الجزاء علي الاعمال. و قيل الجواب قوله «قُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ» و قال الأخفش: يجوز أن يکون علي التقديم و التأخير، و تقديره (قتل اصحاب الأخدود ... و السماء ذات البروج) و قوله (قُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ) معناه لعن. و قيل لعنوا بتحريقهم في الدنيا قبل الآخرة. و قال الجبائي: يحتمل أن يکون المعني بذلك القاتلين، و يحتمل أن يکون المقتولين، فإذا حمل علي القاتلين، فمعناه لعنوا بما فعلوه من قتل المؤمنين و إن حمل علي المقتولين، فالمعني انهم قتلوا بالإحراق بالنار. و ذكر اللّه هؤلاء