احدي عشرة آية.
قرأ إبن كثير و ابو عمرو و نافع «طوي اذهب» غير منونة. الباقون «طوي اذهب» منونة. و قرأ نافع «تزكي» مشددة الزاي بمعني تتزكي، فأدغم التاء في الزاي. الباقون خفيفة الزاي، فحذفت احدي التاءين. قال ابو عمرو:
يقال: تزكي مشدداً إذا أردت تتصدق، و لم يدع موسي فرعون إلي ان يتصدق، و هو كافر. و إنما قال له هل لك ان تصير زاكياً، قال: فالتخفيف هو الاختيار.
و من نون (طوي) جعله اسم واد، و من لم ينون جعله اسم الإرض، لأنه معدول من (طاو). و من كسر الطاء قال: قدس مرتين، و تبين فيه البركة مرتين، مثل ثني و عدي.
هذا خطاب من اللّه تعالي لنبيه محمّد صلي اللّه عليه و آله يقول له «هَل أَتاكَ» يا محمّد «حَدِيثُ مُوسي» فلفظه لفظ الاستفهام و المراد به التقرير «إِذ ناداهُ رَبُّهُ» أي حين ناداه اللّه «بِالوادِ المُقَدَّسِ طُويً» فالنداء الدعاء علي طريقة يا فلان، و الندا مدّ الصوت بندائه، فمعني «ناداهُ» قال له يا موسي. ثم أمره بالذهاب إلي فرعون الطاغي و (الوادي المقدس) يعني المطهر و (طوي) قال مجاهد و قتادة: واد، و قيل طوي التقديس. و قرأ الحسن «طوي» بكسر الطاء. و قيل طوي بالبركة و التقديس بندائه مرتين، قال طرفة بن العبد:
أعاذل إن اللوم في غير كنهه علي طوي من غيك المتردد[1]
أي اللوم المكرر، و (طوي) غير مصروف، لأنه اسم البقعة من الوادي