نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 10 صفحه : 231
و قوله «إِنَّها» يعني النار «تَرمِي بِشَرَرٍ» و هي قطع تطاير من النار في الجهات و أصله الظهور من شررت الثوب إذا أظهرته للشمس و الشرر يظهر متبدداً من النار. و قوله «كَالقَصرِ» أي ذلک الشرر كالقصر أي مثله في عظمه، و هو يتطاير علي الكافرين من کل جهة- نعوذ باللّه منه- و القصر واحد القصور من البنيان- في قول إبن عباس و مجاهد- و في رواية أخري عن إبن عباس و قتادة و الضحاك: القصر أصول الشجر واحدته قصرة مثل جمرة و جمر، و العرب تشبه الإبل بالقصور، قال الأخطل:
كأنه برج رومي يشيده لزّ بجص و آجرّ و أحجار[1]
و القصر في معني الجمع إلا انه علي طريق الجنس. ثم شبه القصر بالجمال، فقال «كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفرٌ» قال الحسن و قتادة: كأنها أنيق سود، لما يعتري سوادها من الصفرة. و قال إبن عباس و مجاهد و سعيد بن جبير: قلوس السفن، و في رواية أخري عن إبن عباس: هي قطع النحاس. قال الزجاج «جمالات» بالضم جمع جمالة و هو القلس من قلوس البحر، و يجوز أن يکون جمع (جمل) و جمالات، کما قيل (رحال) جمع (رحل) و من كسر فعلي انه جمع جمالة، و جمالة جمع جمل مثل حجر و حجارة، و ذكر و ذكارة. و قرئ في الشواذ «كالقصر» بفتح الصاد جمع كأنها أعناق الإبل «و جمالات» جمع جمل كرجل و رجالات، و بيت و بيوتات، و يجوز أن يکون جمع جمالة. و قرأ حمزة و الكسائي و حفص عن عاصم «جملة» بغير الألف علي التوحيد لأنه لفظ جنس يقع علي القليل و الكثير. الباقون جمالات بألف، مكسور الجيم.
و قوله «وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبِينَ» قد فسرناه ثم قال تعالي «هذا يَومُ لا يَنطِقُونَ