نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 10 صفحه : 212
ذلک قدر لهم أي قدره اللّه لهم كذلك. و قرأ نافع و الكسائي و ابو بكر عن عاصم (قواريراً قواريراً) بالتنوين فيهما. و قرأ بغير تنوين و لا الف في الوقف حمزة و إبن عامر، و قرأ الاولي بالتنوين و الثانية بغير تنوين إبن كثير. و قرأ ابو عمرو فيهما بغير تنوين إلا انه يقف عليه بالألف. من نون الأولي اتبع المصحف، و لأنه رأس آية، ثم كرهوا أن يخالفوا بينهما فنونوا الثانية، و كذلك قرأ الكسائي (ألا ان ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود)[1] صرفهما لئلا يخالف بينهما مع قربهما، و من لم يصرفهما فعلي موجب العربية، لأنه جمع علي (فواعيل) بعد ألفه حرفان. و من صرف الاولي فلأنها رأس آية و لم يصرف الثانية علي أصل العربية.
لما اخبر اللّه تعالي عن المؤمنين الّذين وصفهم في الآيات الأولي و ما أوفوا به من النذر في إطعامهم لوجه اللّه ما أطعموه و إيثارهم علي نفوسهم المسكين و اليتيم و الأسير و إنهم فعلوا ذلک لوجه اللّه خالصاً، و مخافة من عذاب يوم القيامة، اخبر بما أعد لهم من الجزاء علي ذلک، فقال (فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ اليَومِ) أي كفاهم اللّه و منع عنهم أهوال يوم القيامة و شدائده، فالوقاء المنع من الأذي يقال: وقاه يقيه وقاء، فهو واق، و وقّاه توقية قال رؤبة: